الأحد، 5 أبريل 2015

6- تقديراتٌ إليهة ..

عندما فتح باب بيت وجد أمه فرحه وهي تقول :
" مبروك ياحمادة,, انت اتقبلت في جامعة الملك فهد "
مرت ثلاث سنوات وأكثر .. ولا يزال يتذكر فرحة حبيبة قلبه تلك التي انبثقت من دعائها له؛ لأنه كان يلح عليها دومًا أن تدعي له أن يقبل هناك ..

الأحد الثالث عشر من فبراير 2011 ثاني أيام سقوط الطاغية..
وثاني أيام الدراسة في المملكة حينها ..
وصاحبنا يستقل طائرته مساءً من القاهرة إلى جدة... ولكن ما العمل !
فشهادته الأصلية في جامعة السويس, وزاد الأمر سوءًا أنهم أخبروا والده أن آخر موعد لتقديم الورق هو الثلاثاء بعد الغد ..!
بمعنى...
أنه تم قبولك ولكن لا فائدة من ذلك !
وكيف سيذهب إلى هناك ولا يوجد أي رحلة سوا يوم الأربعاء الثانية ظهرًا !
وأقلعت الطائرة ..

بات صاحبنا ليلة الإثنين في مطار الملك عبدالعزيز بجدة منتظرًا رحلته للقصيم صبيحة الاثنين .. 
عندما حل الصباح ..
تذكر صاحبنا مديره في المدرسة ( أباعلي ) – من حسن حظه كانت علاقته معه جيدةً جدًا – فاتصل به وأتاه بخبر قبوله..
فرح أبو علي لذلك فرحًا شديدًا .. فصاحبنا أول طالب من مدرسته يلتحق بجامعة الفهد !
وطلب من مديره أن يستخرج له شهادة بدل فاقد أصلية للثانوية العامة .. أجابه المدير : سأبذل ما في وسعي وقد فعل !
من حسن حظ صاحبنا – أيضًا – أن إدارة التربية والتعليم في محافظته قد استقلت مؤخرًا عن تبعيتها لإدارة المنطقة, وأصبحت قائمةً بذاتها ..
اتصل المدير بالمسؤولون هناك وطلب منهم شهادة بدل فاقد للطلاب فلان ؟ فجاءه الرد : وأين ذهب بها ..؟!!
أخبرهم المدير بالقصة .. فوافقوا على مضض, واشترطوا أن يرجعها إليهم متى استرد الأصلية من جامعته الأولى وكان يجب عليه أن يأتي بشاهدين يضمنوه عند الشرطة ..!
من ذلك الحين لم يرجع إليهم شيء !

وصل صاحبنا إلى القصيم في التاسعة صباحًا, ولم يشأ أن يعرف أحدًا فارغاً يشهد له ..
فاتصل بأبي علي ثانيةً وطلب منه الشهود فأرسل إليه اثنين من طلابه ..
نهاية الأمر حصل صاحبنا على شهادة أصلية..
وهناك بدأت رحلة أمل..!

انتظر بعد صلاة العصر حتى عاد والده من دوامه ..
شاور أهله عن استمراره بالالتحاق في الجامعة من عدمه..
أخبرته والدته بحزنها على فراقه وأنه سيتركها ..
فاجاب أنه على استعداد أن يمزق تلك الورقة الخضراء وكأن أمرًا لم يكن ..!
فوافقت على مضض

لم يشعر بقيمة أمه إلا بعد أن ابتعد عنها في حين التحق بجامعة السويس..
حينها أدرك أن الأم أغلى البشر وأقربهم إليه مكانةً ومنزلةً وحبًا..
وأنه لا يمكن السعادة في عدم رضاها – اكتشف مؤخرًا أنه لا سعادة أيضًا في عدم رضى الوالد وأن التعاسة في معصيته  إثر ظروف عصيبة مر بها وخسر خلالها أكثر من 15 ألفًا ( ربما يرويها في وقتٍ لاحق )

بعد صلاة العصر..
تفقد صاحبنا الأوراق المطلوبة فوجدها تخلو من شهادة حسن السيرة والسلوك ..
اتصل بأبي علي مرة أخرى وأخبره .. فكان جواب الرجل الطيب - جزاه الله خيرًا - : لا عليك هذه سهلة بين أيدينا ..
اتصل المدير بالوكيل وطلب منه أن يذهب للمدرسة مساءً وأن يطبع الشهادة ويأتي بها لصاحبنا ففعل !
فجزاه ربي خيرًا
عندما حل المساء ..
كان صاحبنا يملك جميع الأوراق المطلوبة..
ولكن...
كيف الذهاب إلى هناك إلى الشرقية وإدارك الموعد قبل مساء يوم الغد ..؟!
فماذا فعل ؟!!!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق