الأحد، 5 أبريل 2015

5- النسيان..

مع مرور الأيام..
اعتاد صاحبنا على الجامعة البئيسة شيئًا فشيئًا.. يذكر أنه كان يحاول الإصلاح فيها والتغيير من شأنها التعيس..
على مستوى الطلاب..
أصبحوا يصلون جماعة بفضل ربي ثم بسببه, ومن كان يتكاسل من زملائه أصبح يحافظ عليها...
 وأصبحت الحياة عادية بالنسبة إليه إلى أن حلت الاختبارات النهائية..

لا يذكر أنه استعد لها جيدًا سوى أسبوعين قبلها, وكان لا يعلم عن المواد إلا قليلًا..
اعتمد على توفيق ربه ثم على جهد القليل..
يذكر زميلًا له كان يدرس يوميًا وكان مستواه الدراسي جيد جدًا, ومع هذا أصيب برهبة قبل الاختبارات وقام بالتحويل من الجامعة..!
أحزنه كثيرًا ذلك الأمر.. فقد فقد رجلًا صالحًا وأخًا عزيزًا..
لكن تلك هي الدنيا..

وبدأت الاختبارات..
كان أداؤه مرضيًا إلى حدٍ كبير بفضل من ربه ثم بسبب صاحبه المنياوي " محمد فوزي "
ومع وسط الاختبارات اندلعت الثورة المصرية المباركة - أسأل ربي أن يتمها على خير..
قبل آخر اختبار –كان موعده يوم السبت - عاد إلى أهله, وعندما أراد السفر للاختبار كان مساء يوم الغضب – الثامن والعشرين من يناير 2011..
خافت عليه أمه كثيرًا حينها, وتصورت أن قطعة منها تلقى وسط الأسود الجائعة ..
ومع قطع شركات الاتصال زاد الخوف الوقلق !

عندما وصل صاحبنا إلى المرج – وهي مكان شعبي في طرف القاهرة يركب منه إلى السويس – اتصل بأمه ليطمئنها فوجدها تبكي بشدة خوفًا عليه .. طمأنها واستمر في طريقه إلى جامعته..

في صبيحة اليوم التالي, ذهب إلى الجامعة وفوجئ بتأجيل الاختبار من عميد الجامعة – يذكر أنه كان يدعى الدكتور ماهر – نظرًا للأحداث التي تمر بها البلاد..

أيام عصيبة وخطيرة..
في بدايتها كان صاحبنا لا يفقه شيئًا في السياسة, ويظن انه يجهل الكثير حتى الآن, وطبيعة حال من يأخذ أخباره من الجرائد والتلفاز..
كان صاحبنا - فلولي بامتياز – يذكر انه كتب مقالًا يعاتب في الثوار بعد أن سمع عنهم كلام الدعاة المطبلين.. ثم أحرقه بعد ذلك !

بفضل من ربه .. لم يقم بنشره, ومع تطور الأحداث ورمي الثوار بالاتهامات هنا وهناك وأكلة الكنتاكي والماك, اتصل على صاحب له ثائرًا في التحرير, ووجه له اتهامات كالبغبغاء يردد ما سمعه دون تأمل ..!
استنكر صاحبه الثائر قُبح قوله وأخذ يقول له فكر وخذ الخبر اليقين..!
انهى المكالمة مع صاحبه وبدأ يفكر في الأمر ..
امممممممم
يبدوا أنه محقًا ..
ثلاثون عامًا من الفساد المالي والإداري ووو إلخ
أخذ يسرتجع الذكريات القديمة التي كان يحدثها له والده عن فساد مصر وكيف ضربت زراعة القطن وغيرها..
واسترجع الضمير الغائب ..!
نعم..
الآن هو مع الثوار.. أصبح يؤيدهم وكان يود لو لحق بهم لولا زجر والديه الشديد له الذي أقعده في مدينته..
ويوم الخلاص ..
كان أسعد يوم عاشه.. نزل الشارع يفرح مع البشر .. فرحة تعم أرجاء البلاد وكأننا حققنا كأس العالم..
بل الأمر أشد من ذلك لقد انتهى زمن الظلم والطغيان ..!
وبعد ذلك..
قرر صاحبنا وأهله أن يذهبوا لزيارة إلى والدهم في السعودية..
حجز رحلة يوم الأحد الثالث عشر من فبراير 2011 ..
كانت الطائرة ليلًا..
وبعد صلاة ظهر ذلك اليوم .. ذهب ليشتري بعضًا من متطلبات السفر ..
وعندما عاد..
وجد حبيبة قلبه ( أمه ) فرحة ووتبشره بالخبر ..... ّ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق