الأحد، 5 أبريل 2015

المقدمة

باسم الله أبدأ كلامي ..
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله 
وبعد؛
الطريق إلى جامعة الملك فهد للتبرول والمعادن يكون بالتقديم الإلكتروني عن طريق موقع الجامعة 
هذا طريقٌ عرفه الجميع وألفه..
لكن ..
هل هناك طريقٌ آخر..
مميز في نوعه.. فريد في شكله.. عجيب في منحياته.. 
للوصول إلى هذا الصرح العلمي الضخم..

أحداث غريبة ومريبة ملئت باليأس والرجاء, انتهت بالقبول في الجامعة المرموقة 
كيف ومتى وماذا ..!

تابعوا معنا لتعرفوا الحدث 
إنها قصة..
>> قصة قبول <<


1- إهمال في البداية...

شاب متفوق في دارسته الثانوية.. يحصل على نتيجة مرضية جدًا في القياس - بفضل من ربه - كيف ؟
هو لا يدري ..
فقد حقق أعلى نتيجة له في أصعب اختبار مر عليه !
احتار كثيرًا في اختيار التخصص الذي يريده..
كان يشغل باله أن يكون طبيبًا أم مهندسًا ..
يذكر أنه ذات مرة اشترى ميدالية وكتب عليها حرف الدال ..!
ثم درس الهندسة في مصر !
فكيف كانت البداية !

الأحد, الثاني والعشرين -رجب- 1431 للهجرة..
تفتح جامعة الملك فهد التسجيل الالكتروني وتعلن أنه إلى الأثنين من الأسبوع المقدم..
كان اختبار التحصيلي لصاحبنا يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من رجب ..
اختبر صباحًا ثم طار إلى المنطقة الشرقية في رحلة سياحية مع بعض زملائه في المدرسة مكافأة لهم على جهدهم في النشاط الطلابي..

الأحد, التاسع والعشرين - الثانية مساءً 
تقلع الطائرة من الدمام إلى القصيم 
لا يذكر صاحبنا أين ذهبوا صباح ذلك اليوم , لكنه كان منهكًا..
عاد إلى شقتهم وجلس ينتظر المبارة النهائية لكأس العالم 
(أسبانيا مع هولندا)
يذكر أنه شاهد الشوط الأول, ومع بداية الشوط الثاني اتكأ على الوسادة ..
ولم يستيقظ إلى على صوت الجرس المنزلي ..
كان قد أغلق الباب ووالده عاد من التسوق ..
بالكاد فتح الباب
ثم رجع ليرى النتيجة .. فلم يستطع..
لقد ذهب في نوم عميق..!

في ذاكرته هُيئ له أن ذلك اليوم هو آخر يوم في التسجيل ..
ففي صباح اليوم التالي حمد الله واسترجع وتفاءل خيرًا ولم يتأكد من انتهاء التسجيل ..
وقال لا بديل سوى هندسة القاهرة 
ولكن..
في المساء الساعة الحادية عشرة و40 دقيقة..
كان مجتمع مع أصحابه في مقهى ..
فجاءوا بخبر الجامعات واختيار التخصص والتسجيل وجلس كل منهم يسأل الآخر ..
فأجاب صاحبنا أنه لم يسجل في جامعة الفهد لأن آخر يوم للتسجيل كان بالأمس ..
قاطعه صاحبه أبوهشام بأن التسجيل ممتد إلى اليوم..
ذهب إلى بيته 
ليحضر حاسبه المحمول -الذي الظل يرافقه بعدها 6 سنوات -..
وعندما جاء ..
كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة صباحًا وثلاث دقائق..
وكان الرد:
( نأسف انتهى وقت التسجيل ) 
>>
أدرك صاحبنا أنه حقُا لا مكان له هناك..
فكل الأمور تدل على ذلك..
فكيف التحق بجامعة الفهد..؟!!

تابعوا لتعرفوا الحدث..











2- مرحلة اليأس..

احتار صاحبنا في اختيار التخصص بين الطب والهندسة..
يومًا ما.. سمع عن كلة السويس للبترول والتعدين أنها تقبل الطلاب المتفوقين .. والمتفوقين فقط..!
راقت لصاحبنا أن يكون كل قرنائه متفوقين , وظن انه سيلقى معاملةً تليق بتفوقه..

عندما ذهب إلى هناك.. صُدم من هول الموقف..
يذكر من بؤسه أن كان يعيش مع خمسة طلاب في غرفة واحدة غير كاملة التجهيز..
ويكفيه شقاءً..
أن الأسرّة كانت طابقين وكان يقطن الطابق العلوي ..!

عندما قبل في كلية السويس..
فرح أهله وأقاربه أيما فرح.. وجعلوه يشعر أنه حاز المحامد كلها..!
ففلان مهندس البترول الذي سيجني الملايين عندما يتوظف ..
>>
لم يكونوا يعلموا أنه كان يركض خلف القطارات, وسيارات الأجرة (الميكروباص) !
وينام في الطابق العلوي من الفراش الذي يصعد إليه عن طريق الكرسي الذي استلمه عهدة عن بداية السكن !

تطورت حالته النفسية إلى الأسوأ..
إلى أن وصل أنه يريد التحويل إلى كلية الطب هروبًا من ذلك الجحيم ..
ذهب مع أخيه الأكبر إلى مكتب التنسيق في القاهرة..
لكنه فوجئ بالرفض؛ لأنه قادم من الخارج والنظام لا يسمح..

أفرغ حالته النفسية في الأكل, وأصبح حضوره شكليًا في الجامعة..
وكان ينظر إلى قرنائه الذين يدرسون يوميًا دون كللٍ أو ملل ؛ فازداد إحباطًا ..

كاد أن يعيد السنة لولا لطف الله به الذي سخر له صاحبه من الصعيد "محمد فوزي"
وكانا يهونا على بعضهما حتى أحاطت بهما عناية الله وتفوقا جميعًا ..

ومع ذلك ظل يحلم بجامعة الفهد
فماذا حدث بعد ذلك..؟!!



3- محاولاتٌ فاشلة...


رغم أن صاحبنا كان في كلية البترول في السويس, ويدرس معه أربع بنات فقط, ولم يذكر أنه حادث أحدهم؛
إلا إنه كان يتذمر كثيرًا من الانحلال الأخلاقي في مصر, وبالأخص عندما يذهب إلى أهله في مدينة بنها..!
لم يكن يدري أن يذهب بوجهه حين يسير في الطريق..
فأينما صرف وجهه وجد بنتًا تلبس الفاضح أو المغري الفاتن !

وهنـ،ـاك...
 عاد حلم الجامعة ,,, 
جامعة الفهد..
حلمٌ ظل يلوح في الأفق, رغم تأكيدات الجميع باستحالة قبوله – على الأقل في هذه السنة - , حتى أن صاحبًا له اتصل بمسؤول هناك وأكد له ذلك !
لكن الحلم يظل يراود صاحبنا ليل نهار, فقد استاء من جامعته وطاقمها الأكاديمي, لولا لطف الله الذي سخر له بعضًا من الشباب ليعينوه على أمور دنياه..!

خطر على بال صاحبنا فكرة وهي..
أن يراسل الجامعة عن طريق البريد الإلكتروني المذكور في موقع إدارة القبول, ويعرض عليهم أن يقبلوه ويغريهم بمعدله الذي من الله به عليه !

أرسل أول مرة, فلم يلق ردًا ..
عاود الارسال ولم يلقى ردًا أيضًا ..
وظل يرسل مرات..
>>
لا يذكر كم مرة أرسل إليهم..
لكن تقريبًا بشكل أسبوعي من يوم أن خطرت على باله الفكرة..
ورغم كل هذا لم يجد ردًا ..


حتى جاءت حكمة الله وأتاحت بصيص الأمل ..! 




4 -خيط الأمل وإرادة الله ..

في آخر مرةٍ أرسل فيها إليهم جاءه ردٌ يظن أنه تلقائي
يخبره أنه لا يمكن استلام الرسالة على البريد المرسل إليه ولكن بإمكانه إرسالها على البريد التالي:
بريد عميد القبول والتسجيل الدكتور عمر السويلم حينها ..!
فأرسل إليه الرسالة نفسها وكانت آخر محاولة قام بها..

بعد أسبوع جاءه الرد من العميد في رسالة مطولة يذكر منها :
" فترة التسجيل للطلاب الغير سعوديين كانت نهاية العام الماضي على الموقع الالكتروني مع السعوديين, على هذه الحال أظن أننا لن نقبلك !
وبإمكانك أن تختبر تحصيلي هذه السنة وتسجل للعام القادم "

وكان الأمل في آخر نصف سطر
" وبإمكانك أن ترسل لنا صورة الهوية مرفقة مع شهادة الثانوية عل الفاكس التالي مزودة بوسائل الاتصال بك "

يأس صاحبنا من الموضوع أكثر ..
لكنه تمسك بخيط الضوء في السطر الأخير من الرسالة !

اتصل بأبيه المتواجد  في السعودية وطلب منه أن يرسل إلى الفاكس المرسل إليه المطلوب, وان يكتب جواله والبريد الالكتروني لصاحبنا على رسالة الفاكس .

مرت الأيام والأسابيع والشهور ..
ولم يلق ردًا ..
حتى بدأ الفصل الدراسي الثاني في جامعة الفهد..
وهناك..
جاء الرد !





5- النسيان..

مع مرور الأيام..
اعتاد صاحبنا على الجامعة البئيسة شيئًا فشيئًا.. يذكر أنه كان يحاول الإصلاح فيها والتغيير من شأنها التعيس..
على مستوى الطلاب..
أصبحوا يصلون جماعة بفضل ربي ثم بسببه, ومن كان يتكاسل من زملائه أصبح يحافظ عليها...
 وأصبحت الحياة عادية بالنسبة إليه إلى أن حلت الاختبارات النهائية..

لا يذكر أنه استعد لها جيدًا سوى أسبوعين قبلها, وكان لا يعلم عن المواد إلا قليلًا..
اعتمد على توفيق ربه ثم على جهد القليل..
يذكر زميلًا له كان يدرس يوميًا وكان مستواه الدراسي جيد جدًا, ومع هذا أصيب برهبة قبل الاختبارات وقام بالتحويل من الجامعة..!
أحزنه كثيرًا ذلك الأمر.. فقد فقد رجلًا صالحًا وأخًا عزيزًا..
لكن تلك هي الدنيا..

وبدأت الاختبارات..
كان أداؤه مرضيًا إلى حدٍ كبير بفضل من ربه ثم بسبب صاحبه المنياوي " محمد فوزي "
ومع وسط الاختبارات اندلعت الثورة المصرية المباركة - أسأل ربي أن يتمها على خير..
قبل آخر اختبار –كان موعده يوم السبت - عاد إلى أهله, وعندما أراد السفر للاختبار كان مساء يوم الغضب – الثامن والعشرين من يناير 2011..
خافت عليه أمه كثيرًا حينها, وتصورت أن قطعة منها تلقى وسط الأسود الجائعة ..
ومع قطع شركات الاتصال زاد الخوف الوقلق !

عندما وصل صاحبنا إلى المرج – وهي مكان شعبي في طرف القاهرة يركب منه إلى السويس – اتصل بأمه ليطمئنها فوجدها تبكي بشدة خوفًا عليه .. طمأنها واستمر في طريقه إلى جامعته..

في صبيحة اليوم التالي, ذهب إلى الجامعة وفوجئ بتأجيل الاختبار من عميد الجامعة – يذكر أنه كان يدعى الدكتور ماهر – نظرًا للأحداث التي تمر بها البلاد..

أيام عصيبة وخطيرة..
في بدايتها كان صاحبنا لا يفقه شيئًا في السياسة, ويظن انه يجهل الكثير حتى الآن, وطبيعة حال من يأخذ أخباره من الجرائد والتلفاز..
كان صاحبنا - فلولي بامتياز – يذكر انه كتب مقالًا يعاتب في الثوار بعد أن سمع عنهم كلام الدعاة المطبلين.. ثم أحرقه بعد ذلك !

بفضل من ربه .. لم يقم بنشره, ومع تطور الأحداث ورمي الثوار بالاتهامات هنا وهناك وأكلة الكنتاكي والماك, اتصل على صاحب له ثائرًا في التحرير, ووجه له اتهامات كالبغبغاء يردد ما سمعه دون تأمل ..!
استنكر صاحبه الثائر قُبح قوله وأخذ يقول له فكر وخذ الخبر اليقين..!
انهى المكالمة مع صاحبه وبدأ يفكر في الأمر ..
امممممممم
يبدوا أنه محقًا ..
ثلاثون عامًا من الفساد المالي والإداري ووو إلخ
أخذ يسرتجع الذكريات القديمة التي كان يحدثها له والده عن فساد مصر وكيف ضربت زراعة القطن وغيرها..
واسترجع الضمير الغائب ..!
نعم..
الآن هو مع الثوار.. أصبح يؤيدهم وكان يود لو لحق بهم لولا زجر والديه الشديد له الذي أقعده في مدينته..
ويوم الخلاص ..
كان أسعد يوم عاشه.. نزل الشارع يفرح مع البشر .. فرحة تعم أرجاء البلاد وكأننا حققنا كأس العالم..
بل الأمر أشد من ذلك لقد انتهى زمن الظلم والطغيان ..!
وبعد ذلك..
قرر صاحبنا وأهله أن يذهبوا لزيارة إلى والدهم في السعودية..
حجز رحلة يوم الأحد الثالث عشر من فبراير 2011 ..
كانت الطائرة ليلًا..
وبعد صلاة ظهر ذلك اليوم .. ذهب ليشتري بعضًا من متطلبات السفر ..
وعندما عاد..
وجد حبيبة قلبه ( أمه ) فرحة ووتبشره بالخبر ..... ّ! 

6- تقديراتٌ إليهة ..

عندما فتح باب بيت وجد أمه فرحه وهي تقول :
" مبروك ياحمادة,, انت اتقبلت في جامعة الملك فهد "
مرت ثلاث سنوات وأكثر .. ولا يزال يتذكر فرحة حبيبة قلبه تلك التي انبثقت من دعائها له؛ لأنه كان يلح عليها دومًا أن تدعي له أن يقبل هناك ..

الأحد الثالث عشر من فبراير 2011 ثاني أيام سقوط الطاغية..
وثاني أيام الدراسة في المملكة حينها ..
وصاحبنا يستقل طائرته مساءً من القاهرة إلى جدة... ولكن ما العمل !
فشهادته الأصلية في جامعة السويس, وزاد الأمر سوءًا أنهم أخبروا والده أن آخر موعد لتقديم الورق هو الثلاثاء بعد الغد ..!
بمعنى...
أنه تم قبولك ولكن لا فائدة من ذلك !
وكيف سيذهب إلى هناك ولا يوجد أي رحلة سوا يوم الأربعاء الثانية ظهرًا !
وأقلعت الطائرة ..

بات صاحبنا ليلة الإثنين في مطار الملك عبدالعزيز بجدة منتظرًا رحلته للقصيم صبيحة الاثنين .. 
عندما حل الصباح ..
تذكر صاحبنا مديره في المدرسة ( أباعلي ) – من حسن حظه كانت علاقته معه جيدةً جدًا – فاتصل به وأتاه بخبر قبوله..
فرح أبو علي لذلك فرحًا شديدًا .. فصاحبنا أول طالب من مدرسته يلتحق بجامعة الفهد !
وطلب من مديره أن يستخرج له شهادة بدل فاقد أصلية للثانوية العامة .. أجابه المدير : سأبذل ما في وسعي وقد فعل !
من حسن حظ صاحبنا – أيضًا – أن إدارة التربية والتعليم في محافظته قد استقلت مؤخرًا عن تبعيتها لإدارة المنطقة, وأصبحت قائمةً بذاتها ..
اتصل المدير بالمسؤولون هناك وطلب منهم شهادة بدل فاقد للطلاب فلان ؟ فجاءه الرد : وأين ذهب بها ..؟!!
أخبرهم المدير بالقصة .. فوافقوا على مضض, واشترطوا أن يرجعها إليهم متى استرد الأصلية من جامعته الأولى وكان يجب عليه أن يأتي بشاهدين يضمنوه عند الشرطة ..!
من ذلك الحين لم يرجع إليهم شيء !

وصل صاحبنا إلى القصيم في التاسعة صباحًا, ولم يشأ أن يعرف أحدًا فارغاً يشهد له ..
فاتصل بأبي علي ثانيةً وطلب منه الشهود فأرسل إليه اثنين من طلابه ..
نهاية الأمر حصل صاحبنا على شهادة أصلية..
وهناك بدأت رحلة أمل..!

انتظر بعد صلاة العصر حتى عاد والده من دوامه ..
شاور أهله عن استمراره بالالتحاق في الجامعة من عدمه..
أخبرته والدته بحزنها على فراقه وأنه سيتركها ..
فاجاب أنه على استعداد أن يمزق تلك الورقة الخضراء وكأن أمرًا لم يكن ..!
فوافقت على مضض

لم يشعر بقيمة أمه إلا بعد أن ابتعد عنها في حين التحق بجامعة السويس..
حينها أدرك أن الأم أغلى البشر وأقربهم إليه مكانةً ومنزلةً وحبًا..
وأنه لا يمكن السعادة في عدم رضاها – اكتشف مؤخرًا أنه لا سعادة أيضًا في عدم رضى الوالد وأن التعاسة في معصيته  إثر ظروف عصيبة مر بها وخسر خلالها أكثر من 15 ألفًا ( ربما يرويها في وقتٍ لاحق )

بعد صلاة العصر..
تفقد صاحبنا الأوراق المطلوبة فوجدها تخلو من شهادة حسن السيرة والسلوك ..
اتصل بأبي علي مرة أخرى وأخبره .. فكان جواب الرجل الطيب - جزاه الله خيرًا - : لا عليك هذه سهلة بين أيدينا ..
اتصل المدير بالوكيل وطلب منه أن يذهب للمدرسة مساءً وأن يطبع الشهادة ويأتي بها لصاحبنا ففعل !
فجزاه ربي خيرًا
عندما حل المساء ..
كان صاحبنا يملك جميع الأوراق المطلوبة..
ولكن...
كيف الذهاب إلى هناك إلى الشرقية وإدارك الموعد قبل مساء يوم الغد ..؟!
فماذا فعل ؟!!!



7- السفر

صلى صاحبنا العشاء وهو لا يدري كيف يذهب إلى هناك..
فالموعد قبل مساء الغد,,,
 وهو لم يسافر هناك من قبل سوى مرة واحدة على متن طائرة...
والرحلات الجوية..
غير متوفرة قبل مساء الإربعاء ؛ فما العمل ؟!!

اقترح عليه والده أن ينهي فكرة القبول في الجامعة من رأسه
ولا يشغل باله بها فقد انتهى وقتها ولا يوجد حل !

لكن 
صاحبنا الذي تعود على المحاولة حتى النهاية لم ييأس !
وظل يفكر حتى ظهر له خيط أمل ..

لقد تذكر شيئًا..
صاحب أخيه عبدالله السيد الذي يدرس في الجامعة نفسها..
وكان يسكن معهم في نفس المدينة الصغيرة..

بحث في هاتفه النقال عنه...
أخيرًا وجده عبدالله السيد مطر. 
اتصل به وأخبره الخبر كاملًا..
فرح عبدالله كثيرًا لهذا الخبر..

وأتاه بالحل
 " هناك في حافلة تنطلق من بريدة الساعة الحادية عشرة مساءً والأخرى الثانية عشرة صباحًا, عليك أن تستقل إحداها إلى الرياض ثم اركب الاجرة إلى البطحاء ..
ومن هناك استقل سيارة إلى الدمام وعندما تصل استقل أجرة إلى الجامعة وسأكون هناك في انتظارك "

فرح صاحبنا بالحل أيما فرح ! 
واستعد للسفر استعادًا خفيفًا ..


ذهب به أبوه إلى بريدة – تبعد عن المحافظة المتواجد فيها قرابة السبعين كم –
 ومن هناك استقل الحافلة متجهًا إلى الرياض ..

وفي وسط الطريق, انتبابه شعور بالقلق والخوف من القادم المجهول ..

كم ذهبت الأيام تلك سريعًا..؟ وكيف وصل إليه بريد عميد القبول ؟ وكيف سيترك أصحابه في مصر بعد أن اعتاد عليهم ..؟
أربع ساعاتٍ كاملة وهو يحادث نفسه تحت ضوء القمر ..!!

وصل صاحبنا إلى محطة النقل الجماعي في الرياض 
واستقل إجرة إلى البطحاء,,,
من حسن حظه أن السيارة...
كانت تنتظر راكبًا واحدًا لتنتطلق, وكأنها كانت تنتظره..!!
ركبها متجهًا إلى الدمام ..

ووصل هناك في الثامنة صباحًا ..!




الاثنين، 23 يونيو 2014

8- الوصول ..

عندما وصل إلى الدمام .
اتصل على صاحبه عبدالله وأيقظه من نومه..
واستغرب عبدالله كيف وصل صاحبه بهذه السرعة إلى هنا..!
ففي العادة يستغرق الطريق حوالي 10 ساعات من الوقت ..
لكن صاحبه وصل في أقل من 8 ساعات !
ثم أخبره أن يستقل أجرة إلى الجامعة ..

وصل صاحبنا إلى الجامعة أخيرًا ..
وقابل صاحبه عبدالله الذي تكفل بجيمع معاملاته في التسجيل وأضاع يومه الدراسي من أجله - فجازه ربي خيرًا - 
وفي يوم الإربعاء..
استلم صاحبنا الكتب وعاد إلى القصيم ليجري الكشف الطبي هناك ويجمع أمتعته ويودع حبيبة قلبه .. 

عندما وصل القصيم, كانت أمه لا تدري ما ذا تفعل ..
ها هو فلذة كبدها سيغيب عنها لمدة لا يعلمها إلا الله ..
وفي الوقت نفسه لا تريد أن تحرمه من شيء أراده ووفقه الله له ..

فأسرت الحزن في قلبها وأظهرت البسمة على محياها - فجزاها اللهم خير ما جزى أمًا عن ابنها - 
وانطلق عائدًا صوب الجامعة..
وصل صاحبنا ليلة السبت ولم يحضر محاضرات ذلك اليوم لإرهاق كان يشعر به..
وفي صباح الأحد..
أول محاضرة يحضرها في الجامعة كانت في الرياضيات, وكانت الجامعة قد سجلت اسمه مع الدكتور قيصر إمام - باكستاني الجنسية - 
لا يذكر صاحبنا أنه تحدث الإنجليزية كثيرًا قبل هذا الموقف .. لكن لهجته كانت مقبولة..

طرق الباب ودخل ..
ألقى السلام ثم أخبر الدكتور أنه معه في هذه الشعبة ..
فأجابه : 
تفضل اجلس هناك وأشار إلى مقعد فارغ 
ثم ذهب إلى طاولته وأتى بورقة سلملها له قائلًا 

You have a quiz now !